جلست حنين تبكي بصمت خائفة لم تعلم ما مصيرها الآن أخذت تفكر في كيفيه النجاه من الهلاك ولكن أوصلها فكرها إلي أن الموت هو حليفها الوحيد الآن
فقامت وخطت ببطئ وشرود أخذتها قدماها الي مكان مجهول لا تعلم الي اين ذهبت ولكن تعلم ان الموت المصير المحتوم
لم تشعر بالخوف لانها بمفردها لان الدمع حليفها..
لم يكن الهدوء حليف سفينه الهلاك
كانت الصرخات هي الصوت المتنشر بأرجائها
اصوات بكاء للعدد من الاطفال تهلع لها القلوب
وأخري تبكي علي فقدان أبنها وبكاء رجال علي أولادهم المتشبسون بملابسهم بخوف شديد..
أصوات وصراخ تمزق القلوب حرقتا لمعانتهم وبكائهم أخذت تتجول الي ان شعرت بألم قدامها جلست تستريح قليلا ظلت جالسة إلي ان بدءت السفينه تعلو من جانب وتهبط من الاخر لتعلن عن اقترب الموت من تلك الأرواح
تخشبت حنين مكانها واستسلمت تماما لمصيرها وأخذت تنطق الشهادة وتدعي وتناجي ربها أن يغفر لها من ذنوبا ارتكبتها لم تستمع للصوت الذي يأمرها بالتحرك
فقط تغمض عيناها بانتظار مصيرها المحتوم..
افاقت حنين علي يدا قويه تجذبها من معصمها ففتحت عيناها لتجده أمامها نعم هو لم تخطئ نفس الشاب التي اصطدمت به من قبل
جذبها عمار بالقوه وركض الي الجزء الاخر من السفينه ليجدها تصرخ به أن يتركها فهي لاتجيد السباحه ومصيرها الموت
نظر لها عمار وصرخ بها قائلا:_اتحركي بسرعه من المكان دا
نظرت له حنين بدهشه وقالت:_سبني انت عايز مني ايه..
عمار بغضب:_أسيبك فين احنا في حديقه بقولك هتموتي
حنين بسخريه:_وانت كدا هتنقذني أنا كدا كدا هموت لاني مبعرفش اعوم
نظر لها قليلا يتأمل عيناها السمراء ثم جذبها بالقوه قائلا:_ نص الموجودين هنا مش بيعرفوا السباحه ومستسلموش للموت وانتي ببساطه ققررتي انك هتموتي
لم يتنظر أن تتفوه بأي كلمه اخري وجذبها الي أعلي السفينه وبمجرد ابتاعدهم عن المكان حتي هبط الجزء السفلي للاسفل وبدء النص الآخر بالهبوط ببطئ شديد
بكت حنين ووضعت يدها علي أذنها حتي لا تستمع لصؤاخ النساء و بكائهم..
نظرت لعمار بدمع يفيض من عيناها قائله بصوتا مرتجف من الخوف:_ احنا هنموت
عمار:_ربنا موجود معانا مينفعش نستسلم ساعات مش اكتر واكيد الدعم هيجي
حنين بدموع:_ مستحيل هيلحقونا انت بتقول ساعات..
نظر لها عمار وتاه بجمال عيناها السمراء فلأول مرة يدق قلبه ويشعر بأنه ينبض ها هو يعشق بعد موج وصدفه ولكن هل سيتمكن من الحفاظ عليها ؟
تمسك بيدها ليجدها كتله من الثلج من شده الخوف لتنظر له بعين ممزوجه بالدمع
اخبرها أن مصيرهم واحد وانه لن يتخلي عنها
نظرت لعيناه البنيتان باستغراب لم تشعر بالامان والسكينه عندما تلتقي عيناهم بنظره طويله
لم تنكر شعورها ببعض الامان بوجوده بجانبها..
مرت الثواني والدقائق عليهم كأعوام من الزمان تحمل الاوجاع والالام
ظلت حنين تنظر له تاره والأشخاص المعرضين للموت تاره وللمياه تاره اخري
تفهم عمار ما يجول بخاطرها فقال:_ما تخافيش يا ثم اكمل بفضول أنتي اسمك أيه ؟
حنين:_حنين
إبتسم عمار قائلا:_اسم جميل انا عمار
ابتسمت حنين قائله بسخريه:_هو دا وقت تعارف
هنمووت
عمار:_انتي ليه مصممه انك تموتنا..
حنين بألم وهي تنظر للسيدات والرجال:_لان دا الواقع بس انت ليه أصريت أن مصيرنا واحد وأنك مش هتسبني وعرضت نفسك للخطر عشان تنقذني
ظل عمار يتاملها قليلا ثم قال:_ عادي لو أي حد في مكانك اكيد هساعده خصوصا أن لقيتك خلاص مستسلمه للموت
ابتسمت ابتسامة بسيطه وقالت:_ تعرف أن الظروف بتحط الإنسان في مواقف غريبه يعني انا عمري ماكنت اتخيل أن انا أوافق أن أفضل معاك وانا معرفكش..
ابتسم عمار وقال:_فعلا الحياه دي غريبه اوي وبتحط الإنسان في مواقف بنتصرف فيها تصرفات مش بنتوقعها
أخذ يتسامران الحديث لم يعملوا كم من الوقت ظلوا يتحدثون لكن ما عليه ان يجعلها تخرج من حاله الهلع بداخلها
أما علي فجلس يبكي علي مصيره لم يريد الموت الان فعليه ان يتوب الي الله فكان يترك الصلاه ويقضي أوقاته في اللعب واللهو وها هو الآن يقترب من الموت محمل بالذنوب لم يتذكر أهماله بالصلوات الا وهو علي حافه الموت..
أخذ يتذكر فيما مضا من حياته واوقاته
أفاق الجميع علي
صراخ قوي يعبأ المكان فالمياه اخذت تلتهم الجزء المتبقي من السفينة
تلبشت حنين خوفا و تمسكت بعمار ليخبرها مجددا أن مصيرهم واحد وانه لن يتركها أبدا
عمار:_ اهدي متخافيش انا معاكي..
حنين بصراخ:_أرجوك متسبنيش أنا خايفه اوووي ومش بعرف أعوم
أمسكها عمار جيدا قائلا:_ انا معاكي يا حنين مش هسيبك
حنين ببكاء شديد:_ انا حاسه أن انا هموت
كاد عمار ان يتحدث ولكن غرقان السفينه الاسرع اليه
تفككت السفينه وتناثر شخص ورا الآخر ولم يخلوا الجو من الصراخ والبكاء
تمسكت حنين بعمار بشده و نظرتها رجاء له بأن يحميها من الموت الحاتم..
عمار ينظر لها بحب ف لأول مره يشعر بهذا الشعور تجاه تلك الفتاه لا يعلم هل هذا حب أم هو شفقة علي حالها ولكن مايعلمه انه سوف يفديها لآخر قطره في دمه ليجعلها علي قيد الحياه وبالفعل غرقت السفينه تعلن ضعفها أمام قوة المياه لتقع ضحيه الوحش الخادع بمظهره الازراق الخداع اما جوهره مريب مخيف
صرخات من الجميع صرخات غرق صرخات نجاة صرخات خوف..
حتي حان وقت الفراق لتسقط قطعه كبيره علي سطح المياه وتفرق بين عمار وحنين لتصبح حنين تحت أنقاض المياه القاسيه تصارع للحياه
استسلمت حنين للموت رأت أمامها النهاية لرحلة بدأتها اشتياق لوالدها وتنتهي الآن بالفراق لتسارع مصيرها المحتوم…